أخاف كثيرا عليها , تنجح فى استفزاز مسؤليتى تجاهها بأفكارها المجنونة .... هى تنوى , لكنها لا تفعل فى كثير من
الأحيان , يعود الفضل فى هذا لى , فبقدر من التروى والتؤدة وبعض من الأقناع تعزف عن تلك الأفعال ... لكن النوايا
بداخلها تبقى موجودة , ربما هذا سر لمعة عينيها إلى الآن !!
فبعض الجنون هو الحياة بذاتها , عالم اللامسؤلية أو إن شئت هو عالم المسؤلية كلها ... مسؤلية الجنون
جنونها هذا هو ما دفعها يوما أن تطلب من أبيها " شوية مخدرات " وذلك بعد أن شاهدت برنا مجا تلفزيونيا يتحدث عن
شىء غريب يسمى " مخدرات "
كانت تدرك أنها شيئا سيئا , لكنها أرادت أن تعرف " ماهية " سؤه بنفسها
وعلى الرغم من حداثة سنها حينها إلا أنها _ وكعادتها _ طلبت من أبيها أن يحقق لها رغبتها العبقرية فى اكتشاف سر
الأشياء .. تماما كما يسعى الطفل إلى لمس النار , هو يعرف أنها حارقة , لكنه يريد أن يثبت لذاته والآخرين أنه قادر
على التعرف على العالم والحكم عليه بنفسه .... ونفسه فقط
, لم تستطع خيبات الأمل التى تتلقاها واحدة تلو الأخرى أن تثنيها عن نواياها , ترى فى تلك النوايا براءة اختراع ....
اختراع حياتها
,
فهى وبنظرة فلسفية عميقة تؤمن أن حياة الأفراد لابد أن تكون اختراعا من صنعهم , بحيث تحمل إبداعهم الخاص لتكون
فى النهاية جزءا من منظومة " الكون "
تبدو بهذه النظرة كطفل يرتدى جلباب أبيه فلا يظهر منه سور رأس صغير وقدم تحاول المشى يعيقها طول الجلباب...
لكنها مازالت تحاول
وعلى الرغم من الجلباب الكبير , هى تكره " عالم الكبار " على الرغم من استمتاعها بتواجدها فيه , ربما لأنها تراه عالم
خالى من براءة جنون نواياها , أو ربما لأن جنونه أكبر من أن يتحمله عقلها ومن قبل قلبها ...
لا أعرف لكنى كثيرا ما حدثتها عن وجوب التأقلم معه ..... لأنه " الواقع "
هى بالمناسبة تكره كلمة " الواقع " مازالت تحتفظ بحماسة المحارب وأمله فى قلب موازين المعركة ..
ترى أن معركتها مع الواقع غير قابلة للخسارة وبالتالى فهو عدو , من الخيانة التعايش معه على سؤه ,,,, لذا فالحل فى
إبادته أو تغييره كما تريد
أحسدها أحيانا على تلك الحماسة .. وفى أحيان كثيرة أشفق عليها من ثقل ما تحمله , لكن يعزينى أنها " فرحة " بذلك
الحمل .. ربما هى فرحة المستزيد يعطايا الملك , لا يعلم أنها سيوفا لمعركة حامية الوطيس أوكله فيها عن نفسه ..
" اعترف أننى أحبها كثيرا , وفى بعض الأحيان أوثر " جنون أفكارها " على "نداءات عقلى , فهى تخاطب شيئا ما
داخلى
.. لا أعرف ما هو تحديدا , لكنه يكسر رتم العقلانية المملة
أراهن على بقاء صداقتنا وتناغمها , فهذا يحقق لى ولها التوازن المطلوب , اشعر بأن هذا يعطينا نوعا من التكامل , فهى
تملأ "فراغا " ما داخلى , وأنا أحوط " امتلاءا " ما داخلها
,حتى أننى عندما أنظر إلى صورتنا معا أشعر أن وجوهنا تتقاسم الملامح ذاتها !!!
ولهذا أبدو دوما قلقة عليها وعلى صداقتنا , لكنها وفى كل مناسبة تطمئننى أنها ستظل معى ولن تتخلى عن نصيبها فيا أبد
فوجودنا معا يعنى حياتنا ... معا
دمتم بكل خير
5 comments:
العزيزة الزهراء
تحية طيبة
أولا: ربنا يديم صداقتكم ويرزقكم الود الصافي
ثانيا: ليس الاقدام دائما مذموما
ففي الحياة مواقف لا يمكن حلها الا بالاقدام
لا أعلم ولكن.......أكثر من رائعة..... ولكن أحس بشئ يختلجنى ويقلقنى فقد بت أقلق عليكى كثيرااااااااااااا .................................أحبك جدااااااااا ووحشتينىىىىى جدااااااااااااا دمتى مطمئنة هانئة راضية
أنا اللى فوق ....ماشى
رمضان كريم وتقبل الله منك الطاعات يا زوزو
مها ميهوووو
فهى وبنظرة فلسفية عميقة تؤمن أن حياة الأفراد لابد أن تكون اختراعا من صنعهم , بحيث تحمل إبداعهم الخاص لتكون
فى النهاية جزءا من منظومة " الكون "
تبدو بهذه النظرة كطفل يرتدى جلباب أبيه فلا يظهر منه سور رأس صغير وقدم تحاول المشى يعيقها طول الجلباب...
كلام عميق
لقد تفكرت في المقالة أكثر من مرة -وهذا قلما يحدث عند قرائتي للتدوينات-وحاولت أن أدرك هل أنت تتحدثين عن صديقة عزيزة عليكِ أم عن نفسك أم كما أنظر للصورة التي تستهلي بها التدوينة أم وابنتها..لا أدري
تحياتي
محمد الدخاخني
Post a Comment