Friday, July 17, 2009

هى ...


أخاف كثيرا عليها , تنجح فى استفزاز مسؤليتى تجاهها بأفكارها المجنونة .... هى تنوى , لكنها لا تفعل فى كثير من

الأحيان , يعود الفضل فى هذا لى , فبقدر من التروى والتؤدة وبعض من الأقناع تعزف عن تلك الأفعال ... لكن النوايا

بداخلها تبقى موجودة , ربما هذا سر لمعة عينيها إلى الآن !!

فبعض الجنون هو الحياة بذاتها , عالم اللامسؤلية أو إن شئت هو عالم المسؤلية كلها ... مسؤلية الجنون

جنونها هذا هو ما دفعها يوما أن تطلب من أبيها " شوية مخدرات " وذلك بعد أن شاهدت برنا مجا تلفزيونيا يتحدث عن

شىء غريب يسمى " مخدرات "

كانت تدرك أنها شيئا سيئا , لكنها أرادت أن تعرف " ماهية " سؤه بنفسها


وعلى الرغم من حداثة سنها حينها إلا أنها _ وكعادتها _ طلبت من أبيها أن يحقق لها رغبتها العبقرية فى اكتشاف سر

الأشياء .. تماما كما يسعى الطفل إلى لمس النار , هو يعرف أنها حارقة , لكنه يريد أن يثبت لذاته والآخرين أنه قادر

على التعرف على العالم والحكم عليه بنفسه .... ونفسه فقط

, لم تستطع خيبات الأمل التى تتلقاها واحدة تلو الأخرى أن تثنيها عن نواياها , ترى فى تلك النوايا براءة اختراع ....

اختراع حياتها
,
فهى وبنظرة فلسفية عميقة تؤمن أن حياة الأفراد لابد أن تكون اختراعا من صنعهم , بحيث تحمل إبداعهم الخاص لتكون

فى النهاية جزءا من منظومة " الكون "

تبدو بهذه النظرة كطفل يرتدى جلباب أبيه فلا يظهر منه سور رأس صغير وقدم تحاول المشى يعيقها طول الجلباب...

لكنها مازالت تحاول

وعلى الرغم من الجلباب الكبير , هى تكره " عالم الكبار " على الرغم من استمتاعها بتواجدها فيه , ربما لأنها تراه عالم

خالى من براءة جنون نواياها , أو ربما لأن جنونه أكبر من أن يتحمله عقلها ومن قبل قلبها ...

لا أعرف لكنى كثيرا ما حدثتها عن وجوب التأقلم معه ..... لأنه " الواقع "

هى بالمناسبة تكره كلمة " الواقع " مازالت تحتفظ بحماسة المحارب وأمله فى قلب موازين المعركة ..

ترى أن معركتها مع الواقع غير قابلة للخسارة وبالتالى فهو عدو , من الخيانة التعايش معه على سؤه ,,,, لذا فالحل فى

إبادته أو تغييره كما تريد

أحسدها أحيانا على تلك الحماسة .. وفى أحيان كثيرة أشفق عليها من ثقل ما تحمله , لكن يعزينى أنها " فرحة " بذلك

الحمل .. ربما هى فرحة المستزيد يعطايا الملك , لا يعلم أنها سيوفا لمعركة حامية الوطيس أوكله فيها عن نفسه ..

" اعترف أننى أحبها كثيرا , وفى بعض الأحيان أوثر " جنون أفكارها " على "نداءات عقلى , فهى تخاطب شيئا ما

داخلى

.. لا أعرف ما هو تحديدا , لكنه يكسر رتم العقلانية المملة

أراهن على بقاء صداقتنا وتناغمها , فهذا يحقق لى ولها التوازن المطلوب , اشعر بأن هذا يعطينا نوعا من التكامل , فهى

تملأ "فراغا " ما داخلى , وأنا أحوط " امتلاءا " ما داخلها
,حتى أننى عندما أنظر إلى صورتنا معا أشعر أن وجوهنا تتقاسم الملامح ذاتها !!!

ولهذا أبدو دوما قلقة عليها وعلى صداقتنا , لكنها وفى كل مناسبة تطمئننى أنها ستظل معى ولن تتخلى عن نصيبها فيا أبد

فوجودنا معا يعنى حياتنا ... معا

دمتم بكل خير

 
Designed by Lena Graphics by Elie Lash