
كيف ذهبت وكيف عدت ؟؟
إلى الآن لم أدرك ,لكنها على كل الأحوال كانت تجربة مثيرة أعطتنى الكثير, بل الكثير جدا
وأخذت منى أيضا ,,,فهكذا التجارب دائما
البداية كانت متوترة بعض الشىء فما بين الموافقة والرفض والتأييد والخوفكانت تسير الأمور
وأنا بين ذلك كله أجمع فى نفسى أحاسيس الدنيا كلها
وجاء القرار فى السادسة صباحا يوم العاشر من رمضان
بابا وافق إنى أروح رفح لوحدى مع القافلة التابعة للجنة الشعبية لفك الحصار
أخبرت أروى بذلك , وكانت أمامنا مشكلة الأماكن فأختى العزيزة لن تتركنىأذهب بمفردى وأنا تقديرا لجهودها الفظيعة معى فى إقناع بابا لم أكن لأتركها
وأخيرا ذهبنا نحن الإثنين إلى دار الحكمة .. ولحقنا عمر
بدأ يومى فى النقابة قبل المغادرة بأربع ساعات
,كيف أخبركم عن متعة الإنتظار والترقب؟؟
فساعات وأكون هناك ..هناك بمعنى هناك فى غزة
فأنا كانت نيتى أنه لو فتحوا المعبر وسمحوا لنا بالدخول فقط دون الخروج...كنت سأفعلهاوأدخل
المهم ,,كان أجمل ما فى ساعات الإنتظار دكتورة هدى , "زوجة أستاذنا المسيرى"ا
فى العادة لاأغير آرائى بسهولة أبدا
لكنها وبكل بساطة كانت نموذجا كفيلا بأن أغير رأيي فى أمر ما تحدثنا فيه سويا
سألتها عن كل ما أردت معرفته عن أستاذنا المسيرى , ليست بالطبع الأسئلة الفكرية
,لكنها الأسئلة التى حيرتنى عن أى إستقرار يعيشه هذا الرجل يجعله,ليس فقط يستطيع أن يفكر , بل ويبدع أيضا ؟؟
وأثناء حديثنا وجدتها تسألنى :اسمك إيه؟؟
أخبرتها باسمى ,,فوجدتها تخرج الإندكس من حقيبتها وتسجل اسمى وجامعتى
حدثتنى عن دراستها وحياتهامع المسيرى ومرضها
حدثتنى وأنا استمع ,,,استمع بانبهار
ونوصلت إلى أن النجاح المتكامل ليس مستحيلا ,,لكنه بكل تأكيد مرهقا
وجاءت لحظة الرحيل
منذ أن ركبت الأتوبيس _بعد معركة مع البيروقراطية الإخوانية _ وحتى خروجنا من القاهرة لم أكن أصدق أننى ذاهبة إلى هناك أيا كانت النتيجة,
ففكرة الأمل فى حد ذاتها كانت مهمة بالنسبة لى
كنت أنظر إلى شوارع القاهرة نظرة مختلفة , أراها من خلال زجاج حافلة ستقلنى إلى غزة ,,,أؤكد لكم الأمر مختلف
مررنا بمجلس الشورى المحترق , ومصر القديمة ومبنى الأزهر
كان لمرورنا بتلك الأماكن دلالتها فى نفسى
وجاء ميعادنا مع أصحابنا من جنود الأمن المركزى كنت أنظر إليهم من "شباك الأتوبيس"
لاأنكر رهبتى من منظرهم , لاأنكر أيضا أنى تخوفى من القادم , لكن تجربتى مع العسكرية ,يمكن أن تقولوا أنها أعطتنى "مناعة" ما
لم استمر طويلا فى التفكير فى أمرهم فقد شغلنا أمرا آخر!!!ا
هل أذن للمغرب أم لا؟؟
فى الحافلة التى بجانبنا كانوا يأكلون
أما نحن ,فهناك من يقول أنه لم يحن موعد المغرب بعد؟؟
لكنهم طمأنونا أنه مادام أذن هناك ,فهو بالتأكيد قاد"ميرى "م إلينا !!!ا
المشكلة عندى كانت ليست فى هذا ولا ذاك
فعلى كل الأحوال الأكل بانتظارنا بداخل الإسماعيلية , ومن الواضح أنناربما لن نصل إلى هناك لكننى كنت بحاجة إلى الماء , بجد كنت عطشانة جداااااااا
المهم ,نزلنا من حافلاتنا "قسرا بالطبع "وصلينا المغرب والعشاء جمعا
وجاء طعام الإفطار "محشى ومكرونة بالبشاميل وقطعة لحمة وسلطة "كان إفطارا مختلفا ,مختلفا جدا
فنحن نتناول طعام الإفطار ولا نعلم أين سيكون السحور ؟؟
أيضا نحن نأكل فى ظل حراسة فجنود الأمن المركزى يحفوننا من جوانبنا الأربعة
والجو إلى حد كبير ملىء "بالشاعرية " فأمامنا ظباط أمن الدولة , وخلفنا صحراء الإسماعيلية ,فلكم أن تتخيلوا ماذا سيكون دعاء الإفطار !!!!!!؟
وبدأت فعاليات يوم الإرادة, فقد شحنت الطاقات "بالمحشى "
يمكننا بالفعل أن نسميه يوم "الإرادة "لأنه وعلى الرغم من أننا لم نحقق الهدف الأساسى من ذهابنا ,إلى أنه أحيانا وأنت فى طريقك إلى الهدف الرئيسى تجد أهدافا أخرى "فرعية " تستطيع تحقيقها ,لتعطيك "دفعة و"طاقة" تستطيع بها مواصلة الطريق لتحقيق هدفك الرئيسى وهذا بالظبط ما حدث معى فى هذا اليوم الرمضانى
فقد كان هناك روحا ما مختلفة , ربما روح التحدى ,,,,,,روح الأمل
لاأعرف ,من الممكن أن يكون الاثنين
هناك _أقصد صحراء الإسماعيلية _ قابلت أميرة صاحبة الأساطير وفرحت بهذا كثيييييييرا
وهناك قضيت يوما رمضانيا مع أروى , وهذا أيضا ممتع كثييييييرا
وأيضا أخذت صورة مع زوجة إحدى قيادى حماس التى كانت فى طريقها إلى "غزة"فقابلتنا "صدفة", على الرغم من أنى لاأحب إطلاقا التصويرلكنى وجدتها فرصة لذكرى ربما لن تتكرر, هذا فضلا عن أنها من أهل فلسطين ,وهذا كافى بالنسبة لى
وهناك أيضا تناقشت مع عمو عمر عبدالله نقاشا طويلا ممتعا ,خرجت منه بنتيجة أننا بحاجة للحديث مع هؤلاء
"الكبار" .... نحن فعلا بحاجة إلى خبرتهم
استمريت فى تلقى الرسائل واستشعار المعانى حتى جاء القرار بالرجوع ,
أصلاكانت هناك أقاويل أننا سنبيت ليلتنا هناك
مشكلتى فى المبيت كانت تتمثل فى أنى من المستحيل أن أنام فى الصحراء وأناأصلا اليوم إللى قبلها لم أكن قد نمت ولادقيقة ,فبالتالى كان الوضع فى غاية الصعوبة ...لإنى كنت بدأت فعلا فعلا أكون "خارج نطاق الخدمة "ا
لكن جاء القرار بالرحيل ,
وبدأت مشكلة القاهرة ولاالإسكندرية بالإسكندوانتهى الأمر بالإسكندرية
والحمدلله وصلت إلى بيتنا فى تمام الساعة الثانية والنصف ليلا مع بابا طبعا
وتناولت طعام سحورى فى بيتنا الهادىء
على كل الأحوال كانت تجربة ممتعة , شعرت فيها بمعانى كثيرة يمكن أن أقول أنها أعطتنى "زادا " للقادم
ففى بداية الطريق سألت نفسى :"هل أستحق أن أكون هناك ؟؟"ا
وفى نهاية الرحلة وجدت الإجابة
لابدأن تستمر المحاولة
لذا ,فأنا بانتظار السادس من أكتوبر