Tuesday, September 7, 2010

LTA3 ,,, ترنيمة وقت

1\7\2010 .... ,,
بعد إسبوعين من هذا التاريخ ستبدأ رحلتى إلى تركيا ,, يليهما إسبوعين وأُتم عامى الواحد والعشرون ,, ومن هنا تبدأ حكاية "الوقت" فى أكاديمية إعداد القادة 3 ..




علاقتى مع " الوقت " بدأت فى السادسة عشر من عمرى عندما فمهت أن الإنجاز يعنى "تحقيق الأفضل فى وقت أقل" ,, ساعد على هذا تواجدى دائما ضمن دائرة " الكبار " فكانت النظرة الأولى غالبا تعتمد على أن سنى الصغيرة لم تمنعنى من مشاركة هؤلاء " الكبار " الإنجاز ,, كان هذا سببا مباشرا فى اعتماد تقييمى لأى شىء أحققه على السن التى حققتها فيه ,,

إلى الآن لاشىء يثير القلق , بل قد تبدو الفكرة جيدة على نحو ما ,, لكن الأمر لم يقف عند هذا التصور بل تطور حتى وصل إلى المرحلة التى وجدتنى أدخل فيها عامل الوقت فى معادلة "الربح والخسارة " فكان لزاما عليه أن يلتزم موقعه عدوا .. ولزاما علىّ أن التزم موقعى الذى فرضته على نفسى " محاربة " فى معركة لن تقبل بأكثر من منتصر ومغلوب ,,

وفى أحيان أخرى _وعندما أكون أكثر رأفة به أو بنفسى _ كنت أقبله منافسا فأخلع عنه عباءة العداوة ,, لأدخله فى غمار المنافسة ,, فكأنى والوقت متسابقين فى حلبة لن ترضى سوى فوز أول دون أن يخسر الآخر وإنما عليه أن يكتفى من الغنيمة بموقع الثانى ..

هكذا كنت أرى الوقت ,, وبالتبعية هكذا كان يرانى .. عدوين متحاربين أو على أحسن الأحوال متنافسين متضادين ,, و الوقت متى أدخلته فى معركة لا يريدها لن يكون بالخصم السهل ولا المنافس الرحيم ,, وإنما ستراه خصما عنيدا يستغل كل أدواته ليثبت أنك دخلت المعركة الخطأ مع الخصم الأقوى ,, هو لن يتورع أبدا عن أن استخدام سلطاته فى استعراض مهيب للقوى تقف عنده فى بعض الأحيان مكتوف الأيدى ,, لأنك ببساطة ومهما أوتيت من قوة لن تستطيع مخالفة نواميس الكون الزمنية فتبقى حائرا ما بين شاطئى السماء يتجاذبانك كلٌ إلى مرساه ,,

على هذا الحال بقيت أنا والوقت .. أغالبه مرة ويغلبنى أخرى ,, أسترضيه حينا ويتجاوز عنى أحيانا أخرى ,,حتى اقتربت ساعة وداع العشرين ,,, حينها شعرت أن الوقت لن يرحمنى بعد الآن وأن تلك " الصغيرة " بين " الكبار " أضحت من " الكبار " وما كان مقبولا سابقا لم يعد ممكنا الحين ,,وأن " الوقت " مثل " الدولة " لديه "سن قانونى" يسميها " سن الرشد " وقد آذنت على الوصول إليها ,,

وكنت كلما ازددت قربا من "سن الرشد " هذه كلما اشتديت فى الهجوم على ذاتى فكأنى بنفسى أعاقب نفسى على جرم لم أرتكبه ,, ووصل الأمر ذروته 1\7\2010 ,, حينها تحول الهجوم إلى خوف من المستقبل ألقى بظلاله على رؤيتى ,, ضبابية لم أعشها من قبل جعلت كل الأمور متشابهة ونسبية ,, قلقة من القادم كطفل ألقاه أبواه على قارعة الطريق وأعطوه أمانة عليه أن يتحمل مسؤليتها ومسؤلية نفسه قبلها ونسيا أن يرشداه السبيل ..

بإشفاق كنت أنظر إلى نفسى وباتهام أيضا كنت أحاسبها ,, و أنا ما بين هذا وذاك أتجهز للأكاديمية و أتسائل إن كانت هذه أفضل الحالات التى استقبل بها تجربة كتلك , فيفترض بى فى هذا الوقت أن أكون أكثر هدوءا ووضوحا وروّية ,,
لكن يمكننى الآن أن أقول أنه لم يكن أنسب من هذا الوقت لأعيش تجربة كتلك ولم يكن لطفٌ من الله أكثر من ابتدىء عامى الواحد والعشرين وأنا احتفل بنجاح مشروع الأكاديمية الإعلامى ,, لأتعلم من دروسها ,,, ..

أن للوقت " حكمة " لاينبغى لنا أن نهملها ,, فمواقيت الأشياء من عند الرحمن مقدّرة , تحمل بين طياتها رسالة يريد سبحانه أن تصل فى ميعادها المناسب فلايصح منا أن نستبقها ونتعجل بها ,, نتجهز لها .. نعم ,, نبذل جهدنا فى استقبالها على الوجه الأتم .. صحيح ,, لكن لا نأخذ من الوقت لنضيف إلى الإنجاز , لأنه لو رضى بهذا مرة فلن يقبله ثانية ,, ولأن المحصلة بالنهاية ستكون على حساب أمور أخرى تتساقط دون وعى منا ونحن فى غمار الحرب مع الوقت ..

فأحيانا ونحن فى حمى وطيس حربنا المقدسة مع الوقت ننسى أننا مازلنا بحاجة إلى " بناء ذاتى" , يلعب فيه الوقت دور البطولة الرئيسية, فالخبرات مثلا هى فى أساسها مبنية على قاعدة مرور " الوقت " , بشكله الإيجابى بطبيعة الحال ,والبناء المعرفى والمهارى هو أيضا صنيعة الوقت ,, فالوقت بجانب حكمته هو " عامل بناء " يستحق أن يأخذ فرصته فى إثبات قدرته على إحداث التميّز والعمق ,,

والأهم وقبل الحكمة والبناء ,, وقتى ملكى ,, فلأجعله صديقا وفيّا ,, فليس من الحكمة أن استعدى ما هو مسخر لى

3 comments:

سمية قهوة said...

جميلة يا زهراء
الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك
كل سنة و انت طيبه مقدما

محمد هيكل said...

كلام كبير

سعد بحار said...

الوقت - العقل- التراب
ثلاثه اشياء تصنع الحضاره كما قال مالك بن نبي

التراب ..المعطيات والموارد
العقل ..التخطيط
الوقت ..هو المحيط الذي نسبح فيه لنصل للثمره او الهدف او الحضاره

يحذر استيفن كوفي ان نري الوقت في سياق السباق..والا سنعيش في عالم الطوارئ
وبديلا عن ذلك ان نتعامل مع البوصله انها الحركه للرؤيه او الرساله التي اخترناها لحياتنا..وهنا عنصر الوقت او الزمن ليس مقياس للتقدم ولكن عنصر نوعيه الانجاز وهو ما سماها الفاعليه هو المقياس..
ما نقوم به من اعمال تخدم رؤيتنا ورسالتنا ..اهم من كم الاعمال في وقت قصير
انها فلسفه كتاب ..الاهم اولا لستيفن كوفي

واخيرا بالطبع لن استطع ان انفي استمتاعي بقراءه الكلام من اوله الي اخره
تحياتي لك

 
Designed by Lena Graphics by Elie Lash