Wednesday, December 12, 2007

قال.....و قالت ......و قلت
















قلت لنفسى : ويحك يا نفس مالى أتحامل عليك ؟ فإذا وفيت بما فى وسعك أردت منك ما فوقه , وكلفتك أن تسعى ,




فلا أزال أعنتك من بعد كمال فيما هو أكمل منه , وبعد الحسن فيما هو الأحسن وما أنفك أجهدك كلما راجعك النشاط ,


وأضنيك كلما تابت القوة , فإن تكن لك هموم فأنا أكبرها , وإذا ساورتك الأحزان فأكثرها مما أجلب عليك .




أنت يا نفس سائرة على النهج , وأنا أعتسف بك , أريد الطيران لا السير , وأبتغى عمل الأعمار فى عمر , وأستحثك من كل هجعة (وقت) راحة بفجر تعب جديد, وكأنى لك زمن يماد بعضه بعضا , فما يبرح ينبثق عليك من ظلام بنور , ومن نور بظلام , ليهيىء لك القوة التى تمتد فى التاريخ من بعد , فتذهبين حين تذهبين ويعيش قلبك فى العالم ساريا بكلمات أفراحه وأحزانه




وقالت لى النفس: أما أنا فإنى معك دأبا كالحبيبة الوفية لمن تحبه : ترى خضوعها أحيانا هو أحسن المقاومة . وأما




أنت فإذا لم تكن تتعب ولا تزال تتعب , فكيف ترينى أنك تتقدم ولاتزال تتقدم ؟؟




ليست دنياك يا صاحبى ما تجده من غيرك , بل ما توجده بنفسك . فإن لم تزد على الدنيا كنت أنت زائدا علي الدنيا




وإن لم تدعها أحسن مما وجدتها , فقد وجدتها وما وجدتك . وفى نفسك أول حدود دنياك ... وآ خر حدودها




وقد تكون دنيا البعض حانوتا صغيرا , ودنيا الآ خر كالقرية الململمة( الصغيرة) , ودنيا بعضهم كالمدينة الكبيرة




أما دنيا العظيم فقارة بأكملها , وإذا الفرد امتد فى الدنيا ..... كان هو الدنيا




والقوة يا صاحبى تغتذى بالتعب والمعاناة فما عانيته اليوم حركة من جسمك ألفيته غدا فى جسمك قوة من قوى اللحم




والدم . وساعة الراحة بعد أيام من التعب هى فى لذتها كأيام من الراحة بعد تعب ساعة.




وما أشبه الحى فى هذه الدنيا ووشك انقطاعه منها , بمن خلق ليعيش ثلاثة أيام معدودة عليه ساعاتها ودقائقها




وثوانيها ، أفتراه يغفل فيقدرها ثلاثة أعوام ؟؟ ويذهب فيسرف فيها ضروبا من لهوه ولعبه ومجونه ,إلا إذا كان




أحمق أحمق إلى نهاية الحمق؟؟؟




:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::


قلت لنفسى : فقد مللت أشياء وتبرمت بأشياء . وإن عمل التغيير فى الدنيا لهو هدم لها كلما بنيت , ثم بناؤها كلما هدمت , فما من




شىء إلا هو قائم فى الساعة الواحدة بصورتين معا .




وكم من صديق خلطته بالنفس يذهب فيها ذهاب الماء فى الماء حتى إذا مر يوم , أو عهد كاليوم , رأيت فى مكانه إنسانا خياليا




كمسألة من مسائل النحاة فيها قولان..........! فهو يحتمل فى وقت واحد :تأويل ما أظن به من خير


وما أتوقع به من شر ؟؟؟؟؟؟؟؟




وكم من اسم جميل إذا هجس فى خاطرى قلت : آه......... هذا الذى كان.............؟




وإنى لأرى العالم أحيانا كالقطار السريع , منطلقا بركبه وليس فيه من يقوده , وأرى الغفلة المفرطة قد بلغت من هذا




الناس مبلغ من يظن أنه حى فى الحياة كالموظف تحت التجربة , فإذا قضى المدة قيل له : ابدأ من الآن




كأنه إذا عاش يتعلم الخير والشر , ويدرك ما يصلح وما لايصلح , وانتهى عمره إلى النهاية المحدودة رجع بعدها




يعيش منتظما على استواء واستقامة , وفى إدراك وتمييز .




مع أن الخرافة نفسها لم تقبل قط أن يعد منها فى أوهام الحياة أن رجلا بلغ الثمانين أو التسعين , وحان أجله ,




فأصبحوا لم يجدوه ميتا فى فراشه , بل وجدوه مولودا فى فراشه............؟؟




وقالت لى النفس: وأنت ما شأنك بالناس والعالم ؟؟؟




يا هذا ليس لمصباح الطريق أن يقول .<أن الطريق مظلم > إنما قوله إذا أراد كلاما أن يقول < ها أنا ذا أضىء> ا




كان هذا حوار دار بين الرافعى ونفسه , يشكو لها فيه من أنه أتعبها


فدائما ما يصبو إلى ما هو أفضل ويطمح إلى ما هو أعلى


وهذه المقالة للرافعى من أحب المقالات إلى


ودائما عند قرائتها يتوارد إلى الكثير من الخواطر وال أسئلة أيضا


والسؤال الذى راودنى هذه المرة


هل وصلنا مع أنفسنا إلى المرحلة التى تكون فيها النفس هى المشجع والدافع للإرتقاء و أم أننا مازلنا نربيها ونخالفها؟؟؟




أحببت أن أنقلها لكم لتشاركونى توارد الخواطر


منتظرة خواطركم




.






4 comments:

Anonymous said...

بحجز مكان الأول بس...
شوية بس أخلص اللي معاي
وأرجع أقرا بمخمخة عشان أعرف أتكلم
سلااااام...

Anonymous said...

أنا جيت تاني.... أقول بقى
........
...
"هل وصلنا مع أنفسنا إلى المرحلة التى تكون فيها النفس هى المشجع والدافع للإرتقاء و أم أننا مازلنا نربيها ونخالفها؟؟؟"...
بصراحة... لسه ماوصلناش قوي...
بس أكيد بنحاول وهنفضل نحاول..
......
دي كانت نفس الرافعي... كان رجل طَموح لكن مكنتش نفسه بتثبط من عزيمته أو تأمره بالسوء (التخلي

عن الطُموح) بل بالعكس كان لو هو حس بتعب أو أشفق عليها، هيّ تهون عليه..
كانت نفس مطمئنة..
كانت نفس مثابرة لا تمل الصعود إلى العلياء...
لإنه رباها على كدا...
واحنا لازم نعمل زيه علشان مانبقاش زيادة على الدنيا...
ياااا رب نقدر...
....
..
وهو كدا دايمًا الرافعي.. بينطق حكم وآراء فلسفية غاية ف الروعة، وكل حرف في كلامه جمييييل..
دا غير أسلوبه الأدبي قمة في الجمال..
....
...
شكرًا لنقلك هذه الخاطرة أو المقالة الرائعة
ولكي مني كل التحية والتقدير

Anonymous said...

fazloka hanem ya metfazlekah:
ezayek ya gamiela,bosy ya sity sob7an allah el 7ewar dah zay ama beykon beydor ben kol ensan bey3ateb b=nafso bas konek tetkelmy 3an el mawdo3 dah f dah she2 geded o ana ba7ayeky 3aleh ya fandem
bravo

AbdElRaHmaN Ayyash said...

:)
كنت بدور على نص كلمة ليست دنياك يا صاحبى ما تجده من غيرك , بل ما توجده بنفسك . فإن لم تزد على الدنيا كنت أنت زائدا علي الدنيا
:) فلقيت مدونتك
:D فرصة سعيدة
اقصد ان فعلا كلمة الرافعي ليست مثل باقي الكلمات
ان الرافعي بقلت لنفسي و قالت لي .. زاد في الابداع حتى وصل قمته
:) اما بقية وحي القلم .. فهو أروع ما قرأت على الاطلاق
دمتم بخير

 
Designed by Lena Graphics by Elie Lash