كنت قد نويت ألا أكتب مجددا ,إلا بعد أن أنتهى من إمتحاناتى
ولكن أجدنى الآن مدفوعة للكتابة ..... ربما لقناعتى بأن الكتابة من ضمن مهامها إيجاد مساحة فى العقل لما هو قادم , وكم أنا بحاجة إلى تلك المساحة هذه الفترة ,
أو ربما لأنها باتت حصنى الأخير الذى أحتمى به مما أتوقع من سوء قد يصيبنى إذا استمريت على حالى هذه
لاأعرف بالتحديد ,,, كل ما أدركه الآن أنى ...........أكتب
أكتب وأنا _على غير العادة _ لا أفكر فيمن سيقرأ ولا كيف سيفهم كلامى ؟
يبدو من كلامى أنى أعيش حالة من "عدم الإتزان " , ليست وليدة اللحظة بالتأكيد , وإنما هى نتاج مرحلة أمر بها تتلاحق فيها الأحداث بصورة مفزعة , بدأت مع ‘إضراب ا لسادس من إبريل الذى مازال يلقى بظلاله على إلى لآن وما هو متوقع يوم 4 مايو , مرورا بيوم الثلاثاء الحزين , وما جد على من مواقف على المستوى الشخصى , كل ذلك جعلنى أتوقف ......أتوقف عن كل شىء إلا التفكير
ذلك التفكير الذى يخلق حالة من" الإضطراب" , لاأحتاجها الآن وأنا على أعتاب إمتحانات نهاية العام
فكثيرة هى الأفكار التى تدور برأسى , تلك الأفكار التى ستشكل فيما بعد قناعات لدى ..قد تكون صحيحة أو ربما خاطئة
سيتوقف هذا على هذه المرحلة _ مرحلة الأفكار _ وكيفية إجتيازها
وبغض النظر عن ماهية تلك الأفكار التى تحتاج إلى بوستات لشرح تعقيداتها وملابساتها , فإنها فتحت لى بابا جديدا عرفت من خلاله كم المتناقضات التى أجمعها فى عقلى
فكرة المتناقضات ليست جديدة فى حد ذاتها , الجديد هو مدى كثرتها وقدرتها على التأثير فى سلوكياتى وقراراتى
زمااااااان .... كنت أعتقد أن الإنسان ماهو إلا مجموعة من المتناقضات
وأكثر الأشخاص تصالحا مع نفسه , هو ذلك الذى يجمع عددا أقل من المتناقضات وباستطاعته التكيف معها
وكنت أظن , وأقول "أظن " أنى بحمد الله ذلك الشخص
لكن الآن ,,, وبعد هذا العمر يا ولدى أقول ....أنى لست هذا الرجل على الإطلاق
فحياتى تتسع دون إرادتى _ وأدرك أن هذا تطور طبيعى _ عالم جديد أدخله , وآخر قديم على أعتاب الخروج منه
أشخاص كثر , لم يكونوا قبل هذه اللحظات فى حياتى ولم أكن أتوقع أن يدخلوا حتى هامش تفكيرى ..,
تجارب جديدة جاءت إلى حد كبير متباينة
وهكذا مع الأيام تزيد المتناقضات بداخلى , ومع كل دائرة جديدة تفتح لى تملأنى الحيرة
فلدى أفكارى وقناعاتى , والواقع يتطلب غير ذلك ,
الأسوء من هذا كله أن تتحول تلك الحيرة إلى صراع ......صراع لابد أن ينتهى إما بربح أوخسارة
حتى تلك الأمور التى كنت أظنها مسلمات مترابطة باستطاعتى إحتواؤها جميعا أجدها تتناحر الآن هى الأخرى , فقد صارت وعلى حين غرة .....متناقضة تحتاج إلى نقاش
فكرة التناقض والتكامل تحتاج منى أيضا إلى بعض الفهم , فما أدركته الآن
أن ما آراه متناقضا قد يراه البعض متكاملا ....... فكرة الإختلاف
فمثلا الجمع ما بين النجاح الذاتى المبهر والحفاظ على العلاقات الإنسانية المحيطة بنفس القدر من النجاح
أراه أنا من الصعوبة بمكان إلى الحد الذى يصل به إلى درجة التناقض ,
فى حين أن البعض قد يراه ممكنا ..بل... . متكاملا
قس على ذلك الكثير من أفعالنا وسلوكياتنا , حتى فى هذا العالم التدوينى
هذه هى الحالة التى أعيشها الآن نتيجة لتزاحم الأفكار فى رأسى والتى كانت سببا مباشرا , فى التعرف على حقيقة المتناقضات بداخلى , أشعر الآن بعد الكتابة ببعض الراحة ....أتمنى أن تدوم
وأحب أن أطمئن ا لجميع من موقعى هذا أن ما أتحدث عنه من متناقضات ليس بالتأكيد فى الثوابت والمبادىء
.إنما هو فقط فى الأفكار والممارسات
على الأقل ......إلى الآن
::::::::::::::::_
مشهد إلى الآن مازال عالقا بذاكرتى , لاأخفيكم .. حاولت التخلص منه ولكنه يأبى النسيان
إنه مشهد لرجل رفض أن تضرب "فتاة " يوم المحاكمة العسكرية ,فأمر ظابط أمن الدولة بأن "هاتوه " , تجمع عليه عدد من المخبرين أنزلوه عنوة من السيارة بعد أن كسرو بابها , أبرحوه ضربا أمام زوجته وابنه !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!؟
لم أدرك إلى الآن كيف حدث هذا , أو لماذا ؟
عقلى لم يستوعب إلى الآن
ولكنه _أى عقلى _ أدخل هذا لمشهد هو الآخر إلى "ركن المتناقضات " ء
فكيف لى بعد الآن أن أثق أن هذا الظابط من الممكن أن يأتى لى بحقى فى يوم من الأيام ؟؟
وكيف أشعر بالأمان فى بلد يسحل فيها مواطنيها لأنهم رفضوا أن تضرب "فتاة " ؟؟؟ء
ونتيجة لهذا إلى متى سيطلب منى أن أصبر وأحتسب ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, وفقط ؟؟؟؟.
أرى ذلك أيضا تناقض
فى ا لنهاية
إلى كل من تحملوا هذا البوست وقرأوه حتى النهاية
قد يكون كلامى غير مفهوم , أو ربما " طلاسم " كما يحب أن يسميه ا لبعض
ولكنه بكل تأكيد صادق ..... صادق إلى الحد الذى يخيفنى
هوامش
أحبائى فى العسكرية ....اشتقت إليكم
أسماء الفجرية تذكرت "الدلع " عندما كتبت ا لمشهد الأخير
الآن أقولها لكى يا سمسماية
إحنا كنا بندلع فعلا