Sunday, November 7, 2010

كِبرنا ..



نظرت إليها مليا ,, قبل ثلاثة أعوام سألتُ السؤال نفسه , فى المكان نفسه ,, ,, جاوبتها ,, ثم أدركت أن الإجابة منوطة بى الآن ,, إحساس بالعمر والأيام ,, السنين واللحظات غمرنى

للحظة أدركت فيها معنى أننا " كبرنا " ,,

تسنيم : احنا كبرنا فعلا ,, جاوبتنى ,, صح .. كبرنا


أعوام ثلاث مرت ,, ليست بالكثيرة فى تعداد السنون , ولا العمر ,, لكنها كحد فاصل بين حياة وأخرى ,,

السنة الأخيرة

فى الجامعة ,, السنة الأولى بعد العشرين ,, ثنائية أضفت خصوصية على أيام تحمل فى كل يوم مالم يستطع عقلى استيعابه بعد

..

تراكمات بعضها على بعض تبحث عن منفذ خروج لا تجده حتى كادت أن تختنق بداخلى ,,

وكأنى أحمل فراغا لا يمتلأ أبدا ,, وكلما شارف على الفيض واستبشرت قرب الفرج ,, أتى ليحمل من جديد ,, فيض على فيض حتى كدت أشعر أن طوفان بداخلى يدفعنى إلى معركة لم أخترها ..

فحياة المعارك لا تريحنى ,, ودائما ما كنت أربأ بنفسى من الموا

جهة ,, أحاول قدر الإمكان المحافظة عليها من خسائر لا تحتملها روح لم تعتاد تلك الألوان من الحياة ,, بل هى لاتعترف بها أصلا ..

لن أزعم أنه على الدوام كانت خياراتى هى الأصح ,, ولا أدعى أنى حافظت على تلك الروح كما يجب , لكنى انتهجت ما أسميه " حصون بصمة الروح " , وتسميه أميرة " سياسة زهرة التيوليب " .. أيا ما كان .. لم يعد هذا مقبولا الآن بعد أن " كبرنا " .. !!

المواجهة تفرض نفسها ,, يقولون : لابد من حصون تتذرعى بها لخبرة لا زمة للحياة ,, لكنى لا أريدها ,, لماذا علىّ أن استجيب لإرادتها .. !!

لم تعودى تملكى " رفاهية " الخيار ,, فالأمر مفروض بفرضية الحياة نفسها ,, لكنى لا أعرف قوانينها ,, !!

هل من العدل أن أسبر أغوار مالا أعرف قانونه , فيستبيح جهلى وأتحمل وحدى الخسائر .. ؟؟.. يقولون أنه العدل .. لأننا " كبرنا " ..

صحيح ,, قولهم صحيح .. بالفعل " كبرنا " .. حتى تلك الأوراق شاهدة على عمر مضى ,, وملامح الوجوه تحكى عن أيام خلت ,, الكلمات التى كانت لاتدل إلى على معنى واضح محدد ,, صارت تحتمل كل المعانى والدلالات ,, حتى المتناقض منها تحويه داخلها ..

الثقة فى الكلمات خانتنا ,, من قال أن " السعادة " هى الحروف التى تحملها ,, لم يعد للفرح لون واحد ,, الحب والكره ,, الضجر والسأم ,, الضيق والشجن ,, كبرنا ,, فصارت تعقيدات حياتنا أكبر من بساطة تراكيب لغوية يمكنها أن تقول ما تريده أنفسنا .. !!

كبرنا ,, فلم نعد نفهم على وجه الدقة إلى أين ستأخذنا قلو

بنا وعقولنا وأفكارنا ,, إما ازدننا تعقيدا إلى الدرجة التى لم نعد نعرف فيها أنفسنا ,, أو أن أدوات معرفتنا من التعقيد بحيث لا تفسر بساطة أنفسنا ,, لا أعرف !! ..

كل ما أعرفه أن شعورا بالعمر يتسلل إلىّ على غير الوجه الذى كنت أحسبه ,, فمقياس الإنجاز وتحقيق الأهداف والوصول إلى التكامل والكمال لم يعد هاجس الخوف عندى ,, وإنما العمر بمعنى الخبرة ,, بمعنى ما كان وما سيكون ,, ما هو ثابت وما سيتغير فينا ,, ما يفترض أن نعض عليه بالنواجذ وما نتركه للأيام تعبث به كيفما تشاء ,, ما

سنحتفظ به فى ملامحنا , وما ستترك الأيام بصمتها عليه ,,


وأنا فى كل هذا ,, ووسط كل هذا ,, اعترف ,, لا سبيل لشىء فى نفسى سوى الخوف أحمله ويحملنى إلى حيث لانعرف كلانا

.. !!

::::::::::.


2 comments:

محمد بركات said...

موضوع رااائع..جزاكم الله خيرا
وفي انتظار المزيد

نبض الأمل said...

كبرنا ... كلمة تحمل الكثييير من المعاني
كبرنا ... يعني لازم نتحمل المسؤلية
كبرنا...يعني أمامنا مهام أكبر لابد من إنجازها
كبرنا...يعني لابد من الاستعداد للدخول في معركة الحياة
كبرنا...يعني لازم يكبر تفكيرنا وتكبر أحلامنا وأهدافنا
كبرنا... يعني السنين بتجري والعمر بينتهي ولازم نعمل حاجة
كبرنا... يعني لازم نتخلى عن أحلامنا الطفولية البريئة ونواجه الواقع بكل ما فيه
كبرنا ...يعني ننسى تخيلاتنا للحياة الوردية التي سنعيشها عندما نكبر
كبرنا ...يعني خلااااااااااااااص راحت علينا يا فزلوكة

 
Designed by Lena Graphics by Elie Lash