Sunday, October 3, 2010

LTA3 ,,,أمة الخير

" لاتعدم الخير فى إنسان قط "
لا زالت هذه الجملة ترن فى أذنى على عمق ما أثارته فى من تفكير اخذ يتسع على مدار أيام الأكاديمية وما بعدها ,, حتى يمكننى القول أنه أخذ منى الكثير واعتقد أنه مازال قادرا على الأخذ لما تحتمله الفكرة من معانى ترتبط بنظرتنا " للإنسان " ,,

هذه جملة الشهيد سيد قطب ,, قالها وهو فى محنته ونقلها لنا دكتور عادل الزايد فى محاضرته الرائعة عن عوائق الإنجاز ,, على ما أعرفه عن الشهيد لم أكن أعرف عنه هذه الجملة ,, فكانت هذه هى المرة الأولى التى أعلم فيها بهذا المعنى عنه ,,
لم تكن جملة كهذه لتأخذ هذا الحظ من التوقف لولا أنها جاءت فى محاضرة تتحدث عن عوائق الإنجاز نقلا عن الشهيد سيد قطب ,, وللشهيد فى نفسى تساؤلات لم تجد إجاباتها فى كتابات مريديه ولا حتى المختلفين معه ,, أسئلة تبحث عن إجاباتها عند الشهيد نفسه ,, ومازالت تبحث ..
لذا كانت هذه الكلمات _ على قصرها _ كفيلة بأن تجيب على أسئلة وتفتح أخرى ,,

وأول ما أثارته كان مرتبطا بملابسات قولها ,, كيف يمكن لإنسان يعانى ما عاناه سيد قطب فى ظلمات السجن ويرى أن الخير مازال حاضرا فى الإنسانية بهذا الشكل ,, بل ما هو أكثر ,, كلماته بها نفى آمر ,, وكأن الجزم بوجود الخير هو الأصل ,, وعندما لا أجده فالخطأ ليس من عند الآخر وإنما من عندى ,, أنا من لم أستطع أن أبحث عنه بالشكل الصحيح ,, فالقصور مردود إلى أولا وأخيرا ..!!
..
هل يمكن لطاقة إنسانية أن تحتمل هذا ,, ؟؟ ,, أن تتغاضى عن شر السلبية والصمت الجبان ,, وأن تتجاوز فكرة شرور الإنسانية وهى فى زنزانة يملئها الخوف وتحيطها كرابيج السلطان ,, والمجتمع فى الخارج يهتف بحياة هذا السلطان العادل ..

بالتأكيد الأمر لا يتعلق بشخص الشهيد وإنما متعلق أساسا بفهمه _ وفهمنا _ لمعنى الخير ,, بنظرته _ ونظرتنا _ إلى مفهوم " الإنسانية " ,, بتصوره _ وتصورنا _ عن دورنا تجاه هذه الإنسانية وهذا الخير ..
ومع كل يوم كان يمر بالأكاديمية نستزيد فيه من مهارات القيادة ونتعلم فيه قواعدها وآدابها,, والمعنى يكبر ويكبر فى نفسى ,,
كيف يجب أن ترى القيادة الخير فيمن حولها ,, وإذا رجعنا لما هو أكبر باعتبارنا قادة الإنسانية بما نحمله من رسالة هى فى أصلها " رحمة للعالمين " فكيف لنا أن لا نعدم الخير فيها وسط هذا الفساد الذى يحوط جوانبنا ..!!

أفكر فى هذا وأضع بين عينى أننا أحيانا وسأبتعد هنا عن التعميم تماما ,, نحصر الخير فى انتماء فكرى أو حركى معين ,, نختصره فى مظهر أوسلوك ,, نؤطره داخل صندوق ضيق لايتجاوزه ,,
أفكر فى هذا وأنا متلبسة بأولى درجات اليأس من مجتمع مازالت تلفه السلبية وتبتعد عنه بمراحل أفكار التغيير والإصلاح والتضحية .. بل إنه فى بعض الأحيان يحاسب الضحية ويأخذ على يدها خوفا من الجلاد وطمعا فى بعض إحسانه ,,

يأخذنى عقلى من موقف الشهيد إلى موقفى ,, ومن محنة السجن إلى مهمة التغيير والإرتقاء والإصلاح ,, ومن هذا إلى ذاك يزداد التفكير حدة واتساعا ,,

حتى تنبهت إلى ما حولى ,, إلى 130 طالب من مختلف دول العالم ما أتى بهم إلى هذا المكان إلا خير يحملونه داخلهم ,, وخير يبغونه للناس من حولهم ,,

أفكار ورؤى وثقافات مختلفة بل قد تكون متباينة كأشد ما يكون التباين ,, لكن فى الجميع خير كامن استطاع أن يكشف عن نفسه , ويصدق " الخير فى وفى أمتى إلى يوم القيامة "

إذا ربما هؤلاء الذين نعتب عليهم لم يملك خيرهم القوة الكافية ليثبت ذاته ,, لكن الأصل ان الخير بهم موجود ,, فقط يحتاج من لا يعدمه بأن يراه بزاوية أوسع تستوعب جميع انواع الخير ,, يحتاج إلى نفاذ بصيرة ليوظف فى مكانه المناسب ,, ويحتاج أيضا إلى طاقة ربانية ليقوى على الاستمرار ويتحمل مشقة البحث عنه داخل النفس الإنسانية,,

بهذه الزاوية يمكننى أن أفهم قول الشهيد سيد قطب فى غياهب محنته " لا تعدم الخير إنسان قط " ,, وبها أيضا يمكننى أن أرى مجتمعى والناس من حولى بنظرة مختلفة ,, تلك النظرة المسؤولة التى نظر بها سيد قطب إلى الإنسانية جمعاء وأقر بها الخير ,, ومن قبلها النظرة التى حملنا مسؤليتها الرسول " صلى الله عليه وسلم " عندما جعل الخير فينا إلى يوم الفصل ,_ ومن يحمل الخير عليه مهمة نشره والبحث عنه _,,, وهى النظرة نفسها التى نحملها باعتبارنا خير أمة توقفت خيريتها على الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ,, وما الامر بالمعروف والنهى عن المنكر إلا وجه من وجوه الخير نحمله بين ثنايا أمتنا .. لتبقى خير أمة ,, هى أمة الخير ..

3 comments:

محمد هيكل said...

nterviewsالكلام مش باين

اللون مع الخلفيه مش نافعين

فزلوكة said...

غيرته بس مش راضى خالص ,, مش عارفة إيه المشكلة .. !!
ممكن حضرتك تشوفها هنا على الفيس :)
http://www.facebook.com/note.php?note_id=431537546168

محمد بركات said...

موضوع جميل جدا...أسأل الله تعالي أن يستعملنا في نشر دعوته ولا يستبدلنا..وجزاكم الله خيرا

 
Designed by Lena Graphics by Elie Lash